لا يمكن قراءة التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة بشن عدوان جديد على قطاع غزة إلا في سياق الشراسة العنصرية المفرطة في التعامل مع الشعب الفلسطيني، والمزاد الانتخابي وما يعنيه من جعل الدم الفلسطيني ورقة عبور إلى الحكم، لكن اللافت أيضاً، أن مجرمي الحرب الإسرائيليين، بدؤوا محاولات محمومة لتضليل الإدارة الأميركية وهي في بداية عهدها لحرف انتباهها عن القضايا الساخنة في المنطقة، في ضوء المؤشرات الأولية التي أطلقها الرئيس أوباما. [/size][color:9ed4=#000000]
فإسرائيل لا تزال تلعب دور الضحية والدفاع المزعوم عن النفس، وانتزعت منذ عقود ضمانات ومواقف منحازة من الإدارات الأميركية المتعاقبة، جعلتها الكيان الوحيد في العالم، الخارج على القانون والمساءلة حتى في الأمم المتحدة التي يلجأ إليها الطرف العربي لوقف العدوان وإنهاء الاحتلال وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية.. إسرائيل هذه تمارس الجريمة الموصوفة جهاراً، وتزعم أن من يخالف نزعاتها العنصرية في قتل الأطفال والنساء والشيوخ وتدمير البيوت والمدارس والمساجد، يعيش في عالم مقلوب المفاهيم، لأنها اعتادت على مر السنوات الماضية أن تجد من يسايرها في مزاعمها، بل ومن يدعمها مادياً وعسكرياً في تحقيق كل ما تريده من تمدد في أرض فلسطين وغير فلسطين كأمر واقع لا يمكن الرجوع عنه.
صحيح أن صورة التوجه الأميركي لم تتضح بعد من خلال ما أطلقه الرئيس أوباما حول العراق وإيران وعملية السلام ومهمة جورج ميتشل، لكن الصحيح أيضاً أن إسرائيل تحاول ابتزاز إدارة أوباما، قبل أن تنخرط في شؤون المنطقة، وإفهام هذه الإدارة، بأن مصالحها في المنطقة، لابد أن تمر عبر إسرائيل «الحليف» أولاً وليس مع الطرف الآخر.
وهنا لابد من السؤال.. هل سنظل مفتقدين لاستراتيجية عربية حيال التحدي الصهيوني بأهدافه وغاياته ومحاولاته الالتفاف على أي توجه أميركي ايجابي نحو المنطقة؟
الغريب والأشد إيلاماً، أن يبقى الموقف العربي مفككاً، رغم المتغيرات المهمة في الكثير من المواقف الدولية تجاه إسرائيل أثناء وبعد العدوان على غزة
</FONT>