شباب اولاد سيف

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شباب اولاد سيف

    شخصيات إعلامية تبكي الأبرياء وتدعم المستبدين

    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 191
    تاريخ التسجيل : 18/12/2008
    العمر : 30

    شخصيات إعلامية تبكي الأبرياء وتدعم المستبدين Empty شخصيات إعلامية تبكي الأبرياء وتدعم المستبدين

    مُساهمة  Admin الثلاثاء فبراير 03, 2009 5:38 am

    لماذا يبكي الإعلام في غزة ويصمت في دارفور؟!

    شخصيات إعلامية تبكي الأبرياء وتدعم المستبدين 042032
    ممدوح المهيني:
    تعاطفت غالبية الصحف والمحطات الفضائية خلال الحرب على غزة مع الضحايا الذين سقطوا في هذه الحرب الوحشية، وكان هذا أمراً مهماً وطبيعياً ان يتم التعاطف مع الأبرياء ويكشف عن الجرائم التي ارتكبت هناك.ولكن مثل هذا التعاطف ليس ذا مرجعية إنسانية كما نعتقد، ولكنه ذا مرجعية ايديولوجية. لأن هذه المحطات بأسمائها المعروفة، والتي تظهرها توجعها الذي يصل الى حد البكاء على ضحايا غزة لم تظهر أدنى درجات التعاطف مع المجزرة الكبيرة التي حدثت في دارفور وأدت الى مقتل أكثر من 200 ألف وتشريد الملايين غيرهم.
    على الرغم من انتشار الأخبار الموثقة عن مجازر دارفور منذ سنوات الا ان عدداً قليلاً من المحطات والصحف تعرضت لمثل هذه المأساة الإنسانية، ولم نر الاشخاص الصائحين على شاشات التلفزيون يتحدثون عن هذه المجزرة الفظيعة، بل ان بعضهم للأسف حاول الإيهام بأن مثل هذه الأخبار مكذوبة ومبالغة فيها وألمح أنها مجرد مؤامرات من اللوبي الصهيوني.
    اما بالنسبة للفنانين العرب، فقد ذهبت مجموعة الى هناك وبينهم الفنانة حنان ترك التي ادلت بتصريحات ساذجة تقول فيها انها ذهبت الى دافور ولم تجد شيئاً من المجازر التي يتم الحديث عنها، على الرغم من ان فنان مثل جورج كلوني يأتي من امريكا وتصدمه الفظائع هناك، ويستخدم نفوذه وشهرته من اجل التركيز على هذه المأساة الإنسانية.
    هذا التجاهل الإعلامي يفسر لنا لماذا لم تأخذ هذه المجزرة حقها من الانتشار والتفاعل مع العالم العربي على الرغم من انها تقبع في داخله، وتضج لها الصحف والتلفزيونات الغربية والأمريكية التي تعتبر قضية دارفور من اهم القضايا التي تناولها في السنوات الماضية.
    لماذا اذن يبكي الإعلام في غزة ويصمت في دارفور بل ويحرف الحقائق ويخدع الناس؟!. السبب هو ان القتل في دارفور لم يستفز الأيديولوجية التي تحرك المسؤولين عن هذا الإعلام بعكس ما حدث في غزة. القتلى في دارفور لم يكن على يد الإسرائيليين او الأمريكان او البريطانيين او الغربيين بشكل عام الذين يكن لهم مثل هذا الإعلام عداوة شديدة لهذا لم تحرك بالنسبة لهم اي مشكلة بسيطة. فما دام القاتلون من غير هؤلاء فلا شيء يستحق الاهتمام او البكاء
    شخصيات إعلامية تبكي الأبرياء وتدعم المستبدين 042033
    حتى لو وصل القتلى من الأطفال والنساء الى مئات الآلاف. هذا أيضاً ما يفسر لنا هجوم هذا الإعلام على القوات الأمريكية في العراق على الرغم من ان القتلى بسبب التفجيرات التي قامت بها المنظمات الإرهابية حصدت عدداً أكبر منهم.
    بل لا يقف الأمر على مثل هذا الحياد بل تم الدفاع عن مثل هذه المنظمات الإرهابية التي تقتل العراقيين انفسهم بعد التركيز على فظائعها ومحاولة تبرئتها ووضع كل اللوم على الجانب الأمريكي الذي يستحق اللوم بالفعل.
    مثل هذا الإعلام الإنساني فقط مع القضايا التي تنسجم مع ايديولوجيته ينحاز، على الرغم من تباكيه المستمر واستعراضاته العاطفية، مع السياسات والشخصيات المستبدة والمجرمة حتى لو ارتكبت عشرات المجازر التي تفوق مجزرة غزة. مثل هذا الخطاب الإعلامي انحاز مع الديكتاتور صدام حسين على الرغم من جرائمه المريعة في حق الأكراد والشيعة في الجنوب. ذات الشخصيات التي تتحدث عن فظاعة الجيس الإسرائيلي وإجراميته في سكان أهل غزة لم تقل كلمة واحدة او تذرف دمعة واحدة عندما احتل صدام الكويت وقتل وشرد اهلها. لماذا لم يفعل هذا الإعلام مثل هذا التعاطف مع قضية الكويتيين لحد الآن؟!. لأن قضيتهم لا تنسجم ببساطة مع هذه الأيديولوجية الفكرية الإعلامية المتطرفة وغير الإنسانية، والكويتيون كانوا بحاجة الى اسرائيليين يقتلونهم حتى يتعاطفوا معهم. وهذا ايضاً ينطبق على ما حدث في لبنان مثلاً فبعض القنوات التي هاجمت اسرائيل في حربها عام 2006، هي ذاتها التي سكتت، بل دعمت حزب الله عند اجتياح بيروت، وتجاهلت عمليات القتل والفوضى التي حدثت.
    كل هذه المواقف السابقة تفسر ما يحدث في دارفور وسيحدث في غيرها في المستقبل، ولن يلتفت المسؤولون عن هذا الإعلام المؤدلج، ومدعي الإنسانية الى اي مجازر تحدث اذا لم تتوافق مع عقائدهم الفكرية التي تجعلهم يذرفون الدمع ليس على الإنسان ولكن على القضية ذاتها، حتى لو كانت هذه القضية، كما حدث في غزة مؤخراً، هي احد الأسباب الرئيسية في المجزرة هناك.
    الإعلام المحايد والمهني والخالي من هذه النزعات الأيديولوجية المتطرفة، والتي تحركه المرجعية الإنسانية هو الذي يكشف المجازر والفظائع التي يرتكبها الإسرائيليون او العرب او الإيرانيون، ويتعاطف مع الإنسان مهما اختلف عرقه ولونه ودينه، ودون التفكير في طبيعة القضية التي قتل فيها، او شكل اليد التي اطلقت عليها الرصاصة التي فجرت دماغه.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 1:53 am